الثلاثاء، 5 يونيو 2012

حرب أهلية سعودية... بين شباب الجن وشباب الإنس

حرب أهلية سعودية... بين شباب الجن وشباب الإنس


يتفق العديد من كتاب الراي السعوديين على ضرورة معالجة اهتمام الشباب السعودي بالجن وملاحقته، والتي تحولت في الفترة الاخيرة وكانها حرب بين الانس والجن، كما يتفق الكثيرون ايضا ان من اسباب هذه الظاهرة قيام العديد بتحميل الجن مسؤولية الكثير من الامور خصوصا الفساد والتعثرات وغيرها من الامور التي تشغل بال الشارع السعودي...


 تركي الدخيل وتحت عنوان "معركتنا المقبلة... مع "الجن"!"، يقول انه يتمنى من الأكاديميين دراسة الفائدة التي جناها المجتمع من الجن. منذ القاضي الذي سرق وأكل و"لهط" ثم تذرع بالمس من الجن، إلى المباني التي تسحق الآن باسم الجن، إلى الراسبين بالامتحانات الذين يقولون إننا ظلمنا بسبب الجن! إلى جرائم الإحراق والتي تقيّد ضد جني! سيكتشف الأكاديمي أن الجرائم التي حدثت في السعودية من الجن، وأن تنظيم القاعدة مدعوم من الجن، ثم سندخل في حرب شاملة لمواجهة الجن، ونستطيع حينها أن نقول إننا من الأطهار، وسيكتشف الأكاديمي الذي سيبحث قصة الجن أن الشعب كله خير، وأنه ما من جريمة وقعت إلا بتفريط جني، أو تورطه...
 اما خالد السليمان فيقول بمقاله المعنون "شماعة الجن !"، 


 ان المسألة قد لا تتعلق بالجن ومشاغباتهم بقدر ما تتعلق بالبشر ومشكلاتهم النفسية والاجتماعية، ولو كنت من الجن لسجلت احتجاجا ضد هذا المجتمع الذي بات يعلق مشكلاته على الجن بما فيها قضايا الفساد !، فالجن عند البعض مسؤولون عن كل مشكلاتهم وأسباب فشلهم في دراستهم أو أعمالهم أو علاقاتهم الزوجية، وهم أسباب خمولهم ونعاسهم وأوجاعهم النفسية والبدنية، ولهذا نشأت ونشطت سوق الرقاة من مس الجن حتى اختلط حابلها بنابلها !...


 وترى أحلام معوضة القحطاني ان ما حدث مؤخرا في أحد البيوت المهجورة بالمنطقة الجنوبية جعلني أدرك حقا مدى اتساع الفوهة، ومدى تدهور الحراك الفكري لدى بعض شباب المجتمع هداهم الله، فقد أصبحنا في زمن اللا مستحيل ما دامت تلك العقول تنتج أفكارا متطرفة سواء كان ذلك على المستوى الديني أو الاجتماعي، فإلى أي منزلق سينجرف هؤلاء الشباب!، في ظل انتكاسات الشعوب وانفتاح الرأي مما جعلهم يخرجون عن المألوف والمستساغ، وكذلك عن الدين في أحيان عدة، فقد فسرت الحرية لديهم من قاموس الهوى لا العرف وحدود الدين، وبدل أن يكونوا قيمة مضافة لأنفسهم والمجتمع، أصبحوا عامل هدم له، مما جعلنا نجند كل طاقاتنا في محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه منهم، فالمشكلة الآن ليست في شباب يبحثون عن الجن، بقدر ما هي مشكلة عقول لا تستخدم بالشكل الصحيح، وجيل قد يتخبط في وحل أفكار خارجة، ومبادئ مهددة بالانقراض!...


 ويقول جاسر الجاسر في مقاله "رسالة عتاب إلى عظيم الجن!" موجها اللوم تعلمون أن لا بلد في العالم يتحملكم كما نفعل، ولابشر يشاركونكم سكناهم سوانا. وأننا نحب أهل الخير منكم ونظنهم الأولى بجوارنا إن كان قدرنا صحبتكم. ونعلم أن في الأرض متسعاً ولكم فيها حرية اختيار أي أرض تريدون ومع ذلك تجافون البقاع جميعاً؛ ما اخضّر منها وما علا، وما امتلأ منها بالزهر والثمر، وما رقّ فيها الماء وسار فلا يملأ أعينكم سوى صحرائنا الجرداء، وجبالنا الموحشة ثمّ تتركون الفارغ منها فتزاحموننا في دورنا كأنكم صندوق التنمية أو قروض البنوك أو كثرة العيال فهلاّ أحسنتم الجيرة وحفظتم لنا الفضل وحسن الأدب فلا نعرف أحداً دعا عليكم إنما دعوانا السلامة من أذى الأشرار منكم؟ نحن قوم نتلمس دروب الصلاح، ونأمل السلامة دنيا وآخرة، وإن كان جواركم لا مناص منه فلا نفهم كيف تنصبون الشباك لنا، وتفسدون حياتنا ناشرين الرعب فيها، وتوالون الفاسدين منا وتعينوهم على ذلك، وتثيرون الخوف في أطفالنا فهل كان حظنا منكم هو شراركم دون خياركم، أم عمّ الفساد فيكم فلم يبق منكم صالح؟


  أليس فيكم «جني راشد» ينصحكم بالنافعات ويجنبكم الموبقات؟ ألم تتعلموا ردّ الجميل وأنتم الذين عايشتم العرب قروناً طويلة، وشاركتموهم الشعر فهل كان أجدادكم أكثر نبلاً وأعظم أخلاقاً؟ من الذي تغيّر: أنتم أم نحن؟ أم إن دارنا لم تعد تضم سوى حثالتكم المجرمين والفاسقين والفاسدين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

انضم الينا

البحث بالمدونة

Loading