مخاوف من تكرار مأساة قرية الظفير التي أعاد بناءها الأمير الوليد بن طلال
في اليوم الأخير من عام 2005 سقطت صخرة تزن 1000 طن على ساكني قرية الظفير بمحافظة المحويت شمال العاصمة صنعاء لتخلف أكثر من 100 قتيل وتهدم نحو 150 منزلاً تكفل الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز ببناء مساكن بديلة لها في مبادرة إنسانية وضعت حداً لمعاناة أهالي تلك القرية.
غير أن تلك الحادثة لم تكن نهاية المطاف وإنما كانت إشارة أولى دق معها المسؤولون ناقوس الخطر في محافظة كاملة ومدينة تتبعها هي تعز التي تعد من أجمل المدن اليمنية وأكثرها شهرة لما تتميز به من كثافة سكانية ومستوى تعليمي وثقافي وضعها في صدارة المناطق اليمنية الأكثر مدنية وتحضراً.
ومؤخراً حذر تقرير رسمي من خطر محدق يهدد المواطنين في المحافظة عموماً وسكان مدينة تعز بدرجة رئيسية الذين باتوا تحت رحمة الانزلاقات الصخرية وسقوط كتل ضخمة من الصخور التي يمكن أن تدمر مئات المنازل وتحصد أرواح المئات وربما الآلاف من السكان.
وتقع محافظة تعز إلى الجنوب من العاصمة صنعاء وتبعد عنها حوالي 256 كيلومتراً، وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد سكان اليمن بواقع 3ملايين نسمة، وتحوي معالم سياحية وأثرية متعددة أبرزها جامع الجند التاريخي الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة السادسة للهجرة، وقلعة القاهرة والمدارس الأثرية كالمظفرية والأشرفية. ومناخها معتدل خلال أيام السنة، الأمر الذي جعل منها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية.
ووفقاً لتقرير صادر عن مشروع التطوير البلدي والحماية لمدينة تعز من الفيضانات والسيول فإن هناك صخوراً تهدد عدداً كبيراً من السكان في محافظة تعز منها داخل المدينة وأخرى في مناطق ريفية.
وبحسب التقرير الحكومي فإن هناك نحو عشرة أماكن تشكل خطراً على السكان والمنازل داخل مدينة تعز التي يحتضنها جبل صبر الشهير والبالغ ارتفاعه 3070 متراً فوق سطح البحر. وأبرز تلك المواقع المهددة انزلاق صخري في قرية عمد بحبيل سلمان، وشعب الضاحة بوادي القاضي، وجبل الضبوعة وانزلاقات في جبل الشماسي وغرب جبل الجنيد وفي حارة الفتح، بالإضافة إلى انزلاقات في جبل الزيلة بالحوبان وجبل الدوملة، ويؤكد التقرير أن هذين الجبلين فيهما تربة صابونية تعمل على انزلاق التربة.
وخلص التقرير إلى المطالبة بتنفيذ أعمال وقائية من أجل الحفاظ على أرواح السكان وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
"العربية.نت" تتبعت القضية على لسان باحثين مهتمين، حيث يقول الباحث طارق عبده سلّام "ظاهرة الانهيارات الأرضية وتساقط الكتل الصخرية اشتدت خلال السنوات الأخيرة بمحافظة تعز ومدينتها الجميلة، وقد توالت في قرية ضرايمة بمديرية بني حمّاد ومناطق من مديرية جبل حبشي وخاصة في المنطقة الغربية من جامع بن علوان التاريخي، وكانت انهيارات صخرية وقعت في جبل عمد بمديرية المظفر بمدينة تعز وتسببت في تشريد عشرات العائلات بعد أن تسببت تلك الانزلاقات بتدمير شبه كلي لمنازلهم".
وأضاف "كما تهدد الكتل الصخرية الواقعة على السفح الشمالي لجبل صبر مدينة تعز وساكنيها، وبحسب دراسات جيولوجية فإن درجة استقرار بعض الكتل الصخرية الضخمة تصل إلى الدرجة الحرجة، ما يعني أن تأثر تلك الكتل بهزة زلزالية أو حدوث اختلال بسيط في التوازن سيؤدي إلى انهيارها وحصول كارثة لا تحمد عقباها".
وكانت آخر هذه الحوادث وقعت الأسبوع الماضي في منطقة قَدَس بمحافظة تعز، حين انزاحت صخرة من جبل المشارقة مسببة نزوح أهالي القرية إلى مناطق أخرى بعيدة.
وشهدت القرية قبل خمس سنوات سقوط كتلة صخرية على أحد المنازل مخلفة ثلاثة قتلى جميعهم أطفال، إضافة إلى تدمير المنزل المكون من ثلاثة طوابق بالكامل.
وبعد زيارة مسؤولين لمنطقة الانزلاق الصخري كشف وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية والبيئية مهيب الحكيمي عن خطورة الوضع واحتمال سقوط صخرة ضخمة على قرية معادن، إضافة إلى وجود بعض الصخور تهدد أرواح سكان القرى المجاورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق