توصيات بالاقتداء بـ"أنجلينا جولي" بعد استئصالها لثدييها
10 نساء من كل 100 امرأة في العالم يصبن بسرطان الثدي
أصدرت "فرقة العمل الوقائي في الولايات المتحدة" اليوم، الثلاثاء، توصيات جديدة تدعو النساء اللواتي يملكن قريبات مصابات بسرطان الثدي أو المبيض إلى الخضوع لتقييم طبي لمعرفة ما إذا كانوا يملكن طفرات جينية تزيد من خطر إصابتهن بسرطان الثدي أو المبيض.
وتقضي التوصيات التي نشرت اليوم في مجلة "أنلز أوف إنتيرنال ميدسن" التي تصدرها "الكلية الأميركية للأطباء" بضرورة إجراء فحص جيني للنساء اللواتي يثبت عندهن وجود رابط وراثي في الإصابة بمرض سرطان الثدي أو المبيض، خصوصاً إذا امتلكت قريبة أو أكثر من الدرجة الأولى مصابة بهذه السرطانات.
وتقضي التوصيات بإجراء ذات الفحوصات التي كانت قد خضعت لها "أنجلينا جولي" والتي تقيس الطفرات في جين يُسمّى BRCA بعد أن توفّت والدتها بالسرطان، وفي حال وجود هذه الطفرات فعلى النساء أن يخترن بين أن يخضعن لذات العمليّة التي خضعت لها "جولي" والتي استؤصل فيها ثدياها، أو أن يفضلن المساعدة الدوائية الوقائية إضافة للفحوصات الدورية المكثّفة من أجل الكشف الباكر عن السرطان.
وفي الحالة التي يوجد فيها طفرات في جين BRCA، تصاب 65 امرأة من كلّ 100 بسرطان الثدي قبل سن السبعين، كما تصاب 39 امرأة من كلّ 100 امرأة تملك الطفرات بسرطان المبيض، إلا أن نسبة النساء اللواتي يملكن هذه الطفرات قليلة نسبياً بحيث تقدّر الإحصاءات عددهن بامرأة من كل 500 امرأة، كما أنّ أغلبية النساء اللواتي يملكن قريبات مصابات بالسرطان لن يملكن هذه الطفرات، إلا أنّ إجراء الفحوصات اللازمة ضرورية بحسب التوصيات الجديدة.
قصة أنجلينا جولي أثارت الارتباك بين الناس
وبدل أن يكون لقصة خضوع أنجلينا جولي لاستئصال ثدييها أثرٌ إيجابي في زيادة الوعي بخصوص "سرطان الثدي"، وجدت دراسة جديدة، الخميس الماضي، أنّ الضجة الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها قصة أنجلينا جولي جعلت حوالي ثلاثة أرباع الأميركيين يعرفون ويتابعون قصتها، لكن وبدل أن يزيد ذلك من معلوماتهم الطبية، أثار فيها ارتباكاً خطيراً جعل الناس أقل دراية بخصوص أخطار الإصابة بسرطان الثدي وبالتالي أقلّ حذراً.
وتشير الدراسة التي نشرت في مجلّة "جنينيتكس إن ميديسن" إلى أن أكثر من نصف الأشخاص الذين سمعوا بقصة "أنجلينا" ظنوا أن الطفرات الجينية هي وحدها ما تؤدي للإصابة بسرطان الثدي، وهو ما زاد الإهمال تجاه الموضوع من قبل النساء اللواتي لا يملكن قريبات مصابات بالسرطان، في حين أن العكس هو الصحيح، إذ إن الأغلبية الساحقة من النساء اللواتي يصبن بسرطان الثدي لا يملكن أية طفرات في جين BRCA ولا قريبات مصابات بالمرض.
وتشير الإحصاءات إلى إصابة حوالي 10 نساء من كلّ 100 امرأة في العالم بسرطان الثدي، السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم، جميع هؤلاء النسوة لا يملكن طفرات وراثية في جين BRCA، في حين أن عدداً قليلاً جداً من النساء يملكن هذه الطفرات كـ"أنجلينا"، لكنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي يتضاعف لأكثر من 5 مرات عند هذه العينة النادرة من النساء، كما أن خطر الإصابة بسرطان المبيض يزداد بنسبة 30 ضعفاً، مقارنة بالنساء اللواتي لا يملكن هذه الطفرات الجينية.
وبالتالي، يجب على الناس ألا يستخلصوا من قصة "أنجلينا" أن وجود قريبة من الدرجة الأولى شرط أساسي للإصابة بالمرض، بل على العكس من ذلك، يتوجب على المرأة أن تحذر من عوامل الخطر التي تؤهبها للإصابة بسرطان الثدي كالبدانة وبعض العقاقير والأمراض المؤهبة، إضافة لضرورة خضوعها لفحوصات دورية للثدي مع التقدم في السن، وأمّا هؤلاء النسوة اللواتي يملكن قريبات مصابات بالسرطان، فيجب أن يخضعن لتقييم طبي خاص للكشف عن الطفرات الجينية بحسب التوصيات الجديدة.