اليونسكو تكافح التمييز ضد الأنثى بأطلس جديد
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) أمس (الإثنين) بمقرها بباريس "أطلسا عالميا"؛ للمساواة بين الجنسين في قطاع التعليم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يُوافق الثامن من مارس من كل عام.
وأكّدت المنظمة أن "الأطلس العالمي" الجديد يحتوي على أكثر من 120 خريطة وجدولا تتضمّن مؤشرات ورسوما بيانية حول المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، وتشمل مجموعة واسعة من المؤشرات الموزّعة بحسب الجنسين، وتولّى إعدادها معهد اليونسكو للإحصاء.
وأشارت اليونسكو إلى أن هذا "الأطلس" يُتيح للقراء معرفة المسار التعليمي للفتيات والفتيان؛ من حيث إمكانية الانتفاع بالتعليم، والمشاركة في الأنشطة التعليمية، والتقدّم من مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي إلى مرحلة التعليم العالي.
كما يُبرز الأطلس نطاق التغييرات التي سجّلت في أوجه التفاوت بين الجنسين منذ عام 1970، ومدى تأثّر أوجه التفاوت هذه بمجموعة من العوامل؛ منها الثروة الوطنية, والموقع الجغرافي, والاستثمارات الخاصة بالتعليم, والتخصصات الدراسية.
وقالت إيرينا بوكوفا -المدير العام لليونسكو- أن الأطلس الجديد "يُشكّل نداء من أجل العمل؛ إذ إن الارتفاع الذي شهدته معدلات التحاق الفتيات بالتعليم الابتدائي دليل واضح على الإرادة السياسية القوية على تحقيق أهداف التعليم للجميع، ولكن لا يزال ينبغي أن نقطع أشواطا بعيدة لتحسين أوضاع الأعداد الكبيرة من الفتيات والنساء الضعيفات اللواتي لا يزلن محرومات من حقهن في التعليم".
ودعت بوكوفا إلى ضرورة معالجة "الأسباب الجذرية لهذا التمييز، وأن يتمّ التركيز على الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة".
ونقل البيان عن هندريك فان دير بول -مدير معهد اليونسكو للإحصاء- قوله إن "هذه البيانات تبرز التزام الحكومات والمجتمع الدولي بسد الهوة بين الجنسين في مجال التعليم, علما بأنه يوجد فرق كبير بين مفهومي التكافؤ بين الجنسين والمساواة بين الجنسين".
وفى السياق ذاته، أكّدت منظمة اليونسكو من خلال "الأطلس الجديد" أن الفتيات في شتى أنحاء العالم كانت أول من استفاد من الجهود الهائلة التي بذلت لتعميم التعليم الابتدائي، لا سيما منذ عام 1990 حيث نجح ثلثا بلدان العالم في تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي, علما بأن الالتحاق بالتعليم الثانوي لا يزال تحديا تواجهه الفتيات في الكثير من المناطق؛ خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب وغرب آسيا.
ويعرض الأطلس معدّل سنوات الدراسة المرتقبة للفتيات والفتيان في بلدان ومناطق مختلفة؛ حيث يشير إلى الوضع في المنطقة العربية إذ ارتفع عدد سنوات الدراسة المرتقبة للفتيات إلى ثماني وعشر سنوات على التوالي.
وذَكَرت المنظمة الأممية أنه إلى جانب النسخة المطبوعة للأطلس المتاحة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية؛ فإنه ستتوافر أداة لمعالجة البيانات على الإنترنت تتيح للمستخدمين رصد الاتجاهات مع الوقت، وتكييف الخرائط واستخراج البيانات، كما سيتمّ تحديث هذا الأطلس الإلكتروني بانتظام بالاستناد إلى أحدث البيانات المتوافرة لدى معهد اليونسكو للإحصاء.