الأردن يغلق الأندية الليلية ويمنع الخمور في رمضان
يُظهر المسلمون والمسيحيون الأردنيون احتراماً كبيراً لحرمة الشهر الفضيل
يتسم شهر رمضان في الأردن بزيادة التواصل الاجتماعي بين الأردنيين، ويظهر المسلمون والمسيحيون احتراماً كبيراً لحرمة رمضان تعززه تعليمات وزارة الداخلية الاردنية بحظر أي انتهاك له تحت طائلة العقوبة وإغلاق للأندية الليلة ومحال بيع الخمور طوال الشهر الفضيل، فيما اختفى كثير من مظاهر الانفتاح الاجتماعي.
ومنذ اليوم الأول لحلول شهر رمضان يزيّن كثير من الأردنيين منازلهم بالهلال والفوانيس وتزداد مشترياتهم من المواد الغذائية، وتسجل أسعار المواد الرمضانية ارتفاعاً كبيراً.
وتأخذ وجبات المنسف وشوربة العدس والعصائر والتمور مكان الصدارة، فيما تتصدر القطائف طبق الحلويات عند الاردنيين بدون منازع.
ومع الفترات القصيرة السابقة على الإفطار تشهد المدن الأردنية عامة والعاصمة عمان خاصة أزمة سير خانقة وازدحام كبيراً.
وخلال الإفطار تتوقف الحياة كلياً بالشوارع والأسواق، وكأن البلاد أشبه بمنع التجول لكنها تعود للحيوية من جديد بعد الافطار.
وقبل السحور يجول المسحراتي بين الشوارع وهو يدق على طبلته بقوة.
وقال المسحراتي الشيخ علي لـ"العربية.نت": "منذ حوالي 20 سنة وأنا أقوم بهذا العمل الذي ورثته عن والدي برغبة شديدة وأجده ممتعاً ويلقى استحساناً من أهالي الحي الذين يكرمونني في نهاية الشهر بما تجود به أنفسهم من عطاء".
ومع شهر رمضان تتسع الحملات الخيرية للوصول الى الأسر الأكثر فقراً في الاردن، وتنتشر موائد الرحمن في ساحات العاصمة عمان وغيرها من المدن الاردنية لتقديم الإفطار للفقراء، وسط دعوات من مؤسسات خيرية لتقديم التبرعات العينية والنقدية للتخفيف على الفقراء.
وبالرغم من حداثة موائد الرحمن على المجتمع الأردني إلا أنها لاقت ترحيباً كبيراً بين الاردنيين رسمياً وشعبياً، وتزايدت بشكل مضطرد في السنوات الأخيرة كشكل من أشكال التكافل الاجتماعي ووسيلة لتخفيف الأعباء على الفقراء.
وعلى المستوى الرسمي تقوم وزارة الأوقاف الأردنية بتنفيذ فعاليات خاصة بشهر رمضان أبرزها عقد المجالس العلمية الهاشمية بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين بالعاصمة عمان بمشاركة علماء من 40 دولة عربية وإسلامية. بعد صلاة كل جمعة تركز على سماحة الإسلام وحفظ القرآن وتلاوته وتجويده والقضايا المتعلقة بشؤون الأمة الراهنة.
ورغم الأجواء الرمضانية والصيام والحر الشديد الذي عاشه الأردنيون بتزامن مع حلول شهر رمضان، إلا أن الأوضاع السياسية المحلية والإقليمية فرضت نفسها على الأجواء الرمضانية.
الثورة السورية فرضت نفسها
الاحتجاجات الشعبية الأردنية المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي لم تتوقف، فقد شهدت المدن الأردنية يوم الجمعة الماضي كما هو الحال منذ 15 شهراً مسيرات شعبية طالبت بتحقيق الإصلاح الشامل وجوهره الشعب مصدر السلطات، وأعلنت مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما ردت عليه الحكومة بقولها إن ما قامت به من خطوات إصلاحية بتعديل في الدستور وسن قانون انتخاب جديد يلبي متطلبات الإصلاح لكن قوى المعارضة والحراكات الشبابية اعتبرته غير كافٍ.
في حين فرضت الثورة السورية نفسها على الأردنيين رسمياً وشعبياً في ظل لجوء أكثر من 35 ألف لاجئ سوري الى الأردن وظهور مؤشرات سياسية على اتخاذ الاردن رسمياً موقفاً مناهضاً للنظام السوري ومطالبة جماعة الإخوان المسلمين للأردنيين رسمياً وشعبياً بتقديم الدعم للثورة السورية بالسلاح والمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق