تزايد أعداد السعوديات المسافرات للسياحة بلا محرم
بدأت في السنوات الخمس الأخيرة بعد صدور قرار الابتعاث إلى الخارج
قبل سنوات عدة، كان سفر الفتاة السعودية إلى الخارج بمفردها للسياحة أمراً مستنكراً لدى الكثير، وكان الأمر يجري وفق الظروف بصمت حيناً واستحياء أحياناً.
لكن الآونة الأخيرة كشفت عن تغير كبير في النظرة لدى بعض أفراد المجتمع تجاه هذه الظاهرة، وبدأت الفتيات يحذون حذو الشباب في السفر للسياحة الخارجية وحدهن بدون محرم من أقاربهن الرجال.
وفي هذا السياق ترى شذى الناصر، وهي موظفة في إحدى الشركات الخاصة الكبيرة في الرياض أن هناك أسبابا عديده تضطر الفتاة للسفر بمفردها منها عدم توافق وقت سفرها وإجازتها مع المحرم، فضلاً عن أن الفتاة قد ترغب في اختبار قدراتها على التصرف بمفردها أو مع صديقاتها.
وتضيف شذى أن السفر بمفردها يعلمها الاعتماد على النفس دون أن يكون معها محرم يساعدها على التنقل والسفر، ناهيك عن مطلق الحرية التي تتمتع بها الفتاة لناحية اختيار الأماكن التي تزورها دون تأثير المحرم كالذهاب للأسواق والخروج مع الصديقات، فتكون هي المتحكمة بوقتها والآمرة الناهية في جدولها.
لذا تشجع شذى الفتيات على خوض تجربة السفر لما تحمله من تقوية وتطوير للشخصية وتعليمها كيفية الاعتماد على النفس وتحفيزها على خوض تجارب جديده لتتعلم كيف تتعامل مع المواقف الطارئة.
أما عن الفروقات بين السياحة الداخلية والخارجية، فتلفت شذى إلى أن تجربتها في السفر داخل البلاد بمفردها كانت أصعب قليلاً من الخارج لأسباب عديدة لعل أبرزها جدول الرحلات الداخلية أصعب وأقل تنظيما من الخارج.
إنكار السفر على الفتاة عنصرية
من جهتها ترى الإعلامية السعودية ميساء العامودي أن سفر الفتاة السعودية بمفردها للخارج من أجل السياحة أصبح أمرا طبيعيا، فالمرأة اليوم مثل الرجل متعلمة وناشطة في عملها الذي قد يتطلب منها أحياناً السفر لحضور المؤتمرات.
وتؤكد أن السفر للسياحة لا يختلف كثيرا عن السفر للعمل أو للابتعاث، فالمرأة – بحسب ميساء - إنسان من حقه ممارسة حياته الطبيعية تماما كالرجل.
وتقول ميساء إن الإنكار على الفتاة السفر بمفردها يأتي نتيجة تراكمات اجتماعية وجهل بحقوق وأهلية الغير وانتقاص يصل أحيانا لدرجة العنصرية.
شركات السياحة تصمم برامج للفتيات
من ناحية أخرى أكد محمد مغربي وهو مدير عام لإحدى شركات السياحة والسفر أن ظاهرة سفر الفتيات بدأت في الخمس سنوات الأخيرة وذلك بعد صدور قرار الابتعاث الى الخارج، ما دفع الأهالي إلى تقبل فكرة سفر الفتاة بمفردها.
وأكد المغربي أن نسبة سفر الفتيات وحدهن ماتزال بسيطة إلا أنها في تزايد سنوي يصل إلى حدود 15%.
كما أشار إلى أن أهم ما تطلبه الفتيات أثناء السفر هو وجود سكن آمن واستقبال في المطار لاسيما في الدول الأوروبية وذلك بحكم عدم إتقان لغة البلد المضيف أو الخوف لعدم معرفة البلد أو الوقوع في مشاكل.
وختم قائلاً إنه لا توجد وجهة محددة لسياحة الفتيات، لكن أغلب الوجهات تكون صوب الدول العربية مثل دبي أو شرم الشيخ أو لبنان وذلك لقرب المسافة ولكي لا يزيد السفر عن 5 أيام كحد أقصى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق